استعمالاته متعدّدة، وطالت مختلف المجالات والقطاعات.. الصمغ العربي في تشاد تجاوز مناطق نفوذه التقليدية، ليتحوّل عبر الزمن إلى إحدى المواد المستخدمة في المواد الغذائية، والمنسوجات، والرعاية الصحية، والبناء والرسم والتصوير الفوتوغرافي، وغيره..
واكتساحه للعديد من المجالات أضفى لمساته الساحرة على القيمة المضافة لمختلف المؤسسات في البلاد، فكان أن ارتفعت مساهمة المنتجات المعتمدة على الصمغ العربي إلى 7 % من الناتج الإجمالي المحلّي في تشاد.. نسبة تعتبر على قدر من الأهمّية سواء بالنسبة للقرويين الذين تعتمد حياتهم على هذه المنتجات، أو بالنسبة للدولة التشادية التي وضعت الصمغ العربي ضمن أولويات اهتمامها في مخطّطها الوطني للتنمية لسنتي 2013- 2015.
على مسافة قصيرة من بلدة “دوربالي” من منطقة “شاري باغيرمي” في الشمال الشرقي للبلاد، تنتشر أشجار الصمغ على مدّ البصر على طول الأحواض والواحات.
فهذه الزراعة تغطي مساحة تقدر بـ 700 ألف هكتار، وتتمركز في المناطق الشرقية والغربية للبلاد، في الجزء الذي يضمّ مناطق “البحيرة” و الـ “كانيم” و”شاري باغيمي” و”غيرا” و”سلامات”، إضافة إلى “أواداي” و”بيتلين”.
ففي هذه الأرجاء، يعيل الصمغ العربي عديد القرويين، و”إن كان السكان يعولون على تربية الماشية والفلاحة لضمان لقمة العيش، فإن زراعة الصمغ العربي هي التي توفر لهم أكبر قيمة مضافة لإمكانية زرع شجرة السنط المنتجة للصمغ العربي على مر عديد المواسم، ولارتفاع أسعار هذا المنتوج مقارنة بالزراعات الأخرى”، على حدّ تعبير “أدانو محمد”، وهو مالك لحقل يضمّ أشجار الصمغ العربي، والتي يطلق عليها محلّيا (في تشاد) اسم “كيتير”.
وعلى مدى سنين عدة، صار لدى أهالي “دوربالي” والقرى المتاخمة تقاليد راسخة في زراعة الصمغ العربي بالإضافة إلى الذرة البيضاء. “أدانو” قال معقّبا “الأهالي يبرعون في هذا المجال”.
وعلى الرغم من إقرار “محمد” بجدوى تنويع النشاط الفلاحي إلا أنه أشار إلى أنّ “حصيلة إنتاج حقل من الذرة البيضاء التي لا تتجاوز 60 كيسا (80 كغ) في أفضل الأحوال، لا توفر سوى 20 ألف فرنك أفريقي (نحو 42 دولارا)، فيما ترتفع عائدات حصيلة 10 كيس من الصمغ العربي (بين 90 و100 كغ) في السنة إلى 100 ألف فرنك إفريقي (208 دولارات)”.
ويعد الصمغ العربي رابع مصدر لمداخيل التشاد بعد النفط وتربية الماشية والقطن، حيث تبلغ صادرات هذا المنتوج الـ 30 ألف طن عام 2013، وهو ما جعل التشاد تحتل المركز الثاني على مستوى تصدير هذه المادة في العالم .
ويقدر إنتاج “الأكاسيا سيال” (شجر سنط الصمغ العربي) في التشاد بـ 234 ألف طن ما جعل البلاد تحتل المركز الأول (في الصمغ الذي ينتجه هذا الصنف من الأشجار تحديدا) على مستوى الصادرات في العالم.
الآفاق الواعدة لانتاج وتجارة الصمغ العربي في تشاد، دفعت بالحكومة التشادية إلى التركيز في الفصل الأول من “المخطّط الوطني للتنمية” على إرساء ثقافة الصمغ العربي، من أجل تعزيز القدرة التنافسية للقطاع، سواء على المستوى الوطني أو الدولي. وأبرز التدابير التي تمّ إقرارها في هذا الإطار تتعلّق بالأساس بدعم الحرفيين في المجال، وتنظيم الفاعلين فيه، من خلال منحهم المعدات والمواد اللازمة.
كما تقدّم الحكومة التشادية النصح والإرشاد والتدريب والتوعية، بحسب وزير التجارة والصناعة في تشاد “عبد الرحيم بيريم حامد”، في تصريح للأناضول.
ولتجسيد مجمل برامجها، سعت السلطات التشادية إلى الاستعانة بخبرات الهياكل المرجعية الدولية، من ذلك منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، ومركز التجارة الدولي (ITC)، وذلك بهدف المساهمة في نشر أفضل الممارسات والمعايير الدولية، لدى مختلف الأطراف الفاعلة في هذا القطاع، وفقا للوزير التشادي.
وبحسب دراسة قامت بها الوكالة الفرنسية للتنمية (آ آف دي)، فإن نجاح زراعة الصمغ العربي في التشاد يعود إلى العوامل المناخية المناسبة لشجر السنط، فيما تنافس التشاد في إنتاج الصمغ العربي كل من السودان ونيجيريا .
اسمي يوسف عيسى زين شريف : مقيم في المملكة العربيه السعوديه / الرياض , تشادي الجنسية اهتم بتقنيات الموقع ومواكبة كل ماهو جديد في عالم التقنيه , انقل ما اراه مفيد ومناسب للزوار , وايضا اطرح المواضيع الحصريه والمفيده للكل بأذن الله ..



