25‏/03‏/2015

عندما تستعرض تشاد عجائبها الصحراوية المجهولة - تش تك




"بوركو- أنادي- تيباستي"، والتي تعرف إختصارا بـ "بات"، هي منطقة تاريخية تقع شمالي تشاد، وتضمّ مخزونا ثقافيا وكنوزا أثرية قادرة على أن تجعل من البلاد قطبا سياحيا صحراويا بامتياز. كنوز تشهد بثراء ثقافي صحراوي نادر الوجود، قادرة على أن تجعل من تشاد قطبا سياحيا صحراويا من طراز رفيع. موقع صحراوي يتّسم بسحر ومذاق مختلفين، يمتدّ على مساحة تناهز الـ 550 ألف كم مربّع، وينتصب في قلب بلدة فادا التشادية، والتي احتضنت، مؤخّرا، الدورة الثانية للمهرجان الدولي للثقافات الصحراوية. فـ "الصحراء الحيّة" وهو الإسم الذي يطلق على تلك المساحات المترامية من الصحراء في قلب منطقة أنادي شمالي تشاد، على بعد ألف و500 كم من العاصمة نجامينا، و700 كم عن قرية كفرة الليبية، كانت كنزا صحراويا مجهولا، قبل أن يسبر أغواره سيّاح قادمون من فرنسا وأنجلترا وبلجيكا ونيجيريا وغيرها من الجنسيات التي أبهرها ذاك الجمال الكامن واللافت، بل إنّ عددهم تجاوز الألفين، وجميعهم أعربوا عن إنبهارهم وتفاجئهم بوجود مكان بذلك القدر من الأصالة والجاذبية. مواقع تاريخية تمتلك جميع الخصال والميزات التي تجعل منها أقطابا سياحية بامتياز، ومع ذلك، فهي مجهولة إلى حدّ كبير من قبل عموم السكان في البلاد، وغيرهم من عشّاق السياحة الصحراوية حول العالم. ومن هذا المنطلق، مثّل المهرجان فرصة للتعريف بهذه الكنوز المجهولة، والتي من أبرزها بحيرات أونيانغا الكبرى، المدرجة، منذ يوليو/ تموز 2012، ضمن التراث العالمي من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو). وفي تصريح للأناضول، قال إيسوف إيلي موسامي، رئيس جمعية "صحراوية" المنظمة للمهرجان الدولي للثقافات الصحراوية، بالإشتراك مع ديوان السياحة في تشاد، إنّ "تلك المناظر تثير إعجاب وانبهار معظم الأشخاص والسكّان الذين ينجحون في المجيء إلى هذا المكان الرائع". المواقع لا تروق للزوّار من عشاق السياحة الصحراوية عبر العالم فحسب، وإنّما تشكّل مكان عمل ملائم للجيولوجيين المتدرّبين، وهواة التاريخ.. فهذه المساحات الشاسعة والغامضة كفيلة بإشباع أكثر هؤلاء فضولا ونهما لمعرفة الحقب التاريخية الماضية، حيث يعتبر العديد من علماء الأنثروبولوجيا (علم الإنسان) أنّ  جمجمة "توماي"، والتي تعود لـ 7 ملايين سنة، هي إحدى الأنواع الأولى للسلالة البشرية، وقد تمّ اكتشافها في 2001، في "دجوراب" التابعة لمنطقة "بات" التشادية. ووفقا لدراسة حديثة حول النظام الغذائي لمنطقة الأمازون والمحيط الهادي عن طريق الغبار القادم من "بودالا" بمنطقة "بات"، فإنّ النقوش الصخرية، إضافة إلى وجود أنواع نادرة من "تمساح الصحراء"، تجعل من هذه المنطقة التشادية "مهد المواقع التاريخية القديمة"، بحسب وزير الاقتصاد والتجارة والتنمية السياحية في تشاد عزيز محمد صالح، والذي كان من ضمن الحاضرين في إفتتاح المهرجان. وتعقيبا على أهمّية المواقع السياحية، قال رئيس الوزراء التشادي كالزوبي باهيمي دوبات، بالمناسبة نفسها: "أولئك الذين قاموا بإعداد لائحة عجائب الدنيا عليهم بمراجعتها". عشّاق ومتتّبعي المهرجان الدولي للثقافات الصحراوية كانت لهم فرصة الغوص في أعماق التاريخ التشادي، والإطّلاع على تفاصيل دقيقة ومتنوّعة. وعلى مدى 5 أيام، عادت بهم أنشطة المهرجان المختلفة إلى الأصول النقية للصحراء ومفاتنها الاستثنائية.. أنشطة انتظمت في خيام البدو الرحّل من السكان، وشملت سباق الإبل والغناء والرقص والموسيقى. أمّا المطبخ التشادي، فقد كانت له إطلالة مميزة أيضا ضمن هذه التظاهرة الثقافية، حيث خصّص المسؤولون عن المهرجان مساحة شاسعة لإستعراض الأطباق التقليدية المحلّية، وتذوّق الأخيرة يعدّ من الشروط التي تسمح بحضور مسابقات الحيوانات المليئة بالتشويق والإثارة. المهرجان مثّل مناسبة لإختبار مذاق الحياة في قلب الصحراء، وسرّ إفتراش الأرض وإلتحاف السماء ليلا.. جمال قد لا يدركه إلاّ من واكب الحدث، واندسّ وسط مساحة أكبر من إمتداد البصر، وحاول النبش في صحراء تخفي الكثير من الألغاز والأسرار. ورغم شحنة الجمال الطبيعي الهائلة التي تكتنفها تلك المواقع التاريخية، إلاّ أنّها تظلّ "مهدّدة" من قبل عوامل خارجية، بحسب رئيس الوزراء التشادي، والذي أكّد، في السياق ذاته، أنّ "بعض الدول الغربية" تحجّر على رعاياها من الباحثين عن التغيير والمعرف الجديدة، زيارة تشاد، وذلك لـ "سبب بسيط وهو هجوم جدّ في مكان ما من البلاد". ومع أنّ تشاد مصنّفة من قبل بعض الدول الغربية ضمن "المنطقة الحمراء"، في لائحة الوجهات السياحية الدولية، إلاّ أنّ دوبات بدا "واثقا" حيال قدرة بلاده على الإنضمام إلى الوجهات السياحية المفضّلة حول العالم.

المصدر : المصريون
يوسف عيسى زين

اسمي يوسف عيسى زين شريف : مقيم في المملكة العربيه السعوديه / الرياض , تشادي الجنسية اهتم بتقنيات الموقع ومواكبة كل ماهو جديد في عالم التقنيه , انقل ما اراه مفيد ومناسب للزوار , وايضا اطرح المواضيع الحصريه والمفيده للكل بأذن الله ..

 
يتم التشغيل بواسطة Blogger.